
علاج دوالى الخصية بدون جراحة يتطلب أن تكون حالة دوالي الخصية في مرحلة مبكرة جدا يصعب معها اكتشاف الحالة أصلا، فغالبا ما تبدأ أعراض دوالي الخصية في الظهور في مراحل متأخرة من الاصابة بالمرض وبعد أن تكون الأوردة وصماماتها قد تضررت بالفعل من مضاعفات دوالي الخصية.
ونادرا ما يتم اكتشاف حالة دوالي الخصية قبل تضرر الأوردة وصماماتها وقبل ظهور الأعراض، الا اذا كان المريض يخضع الي فحص طبي دوري شامل. وهو مالا يحدث في أغلب الحالات، و لكن اذا حدث و تم اكتشاف حالة دوالي الخصية مبكرا جدا يمكن العلاج بدون جراحة عن طريق بعض الأدوية التي تعمل علي تقوية وتحسين وظائف الأوردة و الشرايين مع زيادة تدفق الدم بمنطقة الخصية. الا أن هذا العلاج في الحقيقة يكون نوعا من محاولة الوقاية التي ربما لا تأتي ثمارها بصورة مرضية في معظم الحالات.
هل يمكن علاج دوالى الخصية بدون جراحة؟
في الحقيقية لا. لا يمكن علاج دوالى الخصية بدون جراحة. نتفهم طبعا خوف الكثير من المرضي من كلمة جراحة، وذلك يدفعهم في كثير من الأحيان الي بذل الكثير من الوقت و المجهود وربما المال بهدف تجنب العلاج الجراحي. ولكن بعض الأمراض لا يصلح معها فعلا غير العلاج الجراحي، وذلك لأسباب علمية وطبية يمكن تبسيطها كالتالي:
دوالي الخصية هي تضرر يصيب صمامات الأوردة المسؤولة عن تصريف الدم من الخصية، و هذا التضرر لا يكون غالبا قابل للشفاء و لا تكون صمامات الأوردة قابلة للرجوع الي حالتها الصحية وأداء وظيفتها بكفاءة مرة اخري. وبالتالي يكون الحل الوحيد هو استئصال الأوردة المتضررة أو ربطها والاستعاضة عنها بمسارات اخري لتصريف الدماء من الخصية. ولحسن الحظ تتوافر المسارات البديلة للدماء وتختفي الأعراض المرضية المؤلمة بمجرد استئصال الأوردة المتضررة أو ربطها خلال جراحة دوالي الخصية.
ما حقيقة العلاج بدون جراحة؟
ولكن هناك الكثير من المراكز الطبية و العيادات التي تروج الي علاج دوالى الخصية بدون جراحة، فما حقيقة هذا العلاج؟ في الحقيقة هذه المراكز الطبية و العيادات تستغل الخوف الكبير والغير مبرر من العمليات الجراحية و الذي يصيب بعض المرضى ويدفعهم الي البحث كثيرا عن علاج دوائي أو غير جراحي. وتقوم هذه المراكز أو العيادات للأسف بتسويق جراحة دوالي الخصية بالقسطرة عن طريق الفخذ أو كما يطلقون عليها “قسطرة الخصية” علي أنها علاج بدون جراحة. بالطبع يتم جذب المريض أولا عن طريق الدعاية والاعلان الذي يتركز علي كلمة “بدون جراحة” ثم يتم اقناعه و ايهامه داخل المركز الطبي أو العيادة بأن ما سيقدم عليه هو ليس جراحة علي الاطلاق. وفي بعض الأحيان يتم تسويق بعض العلاجات الغير معتمدة طبيا بنفس الطريقة مثل العلاج بالاعشاب وبعض الأدوية الغير معتمدة طبيا.
و في الحقيقة فان جراحة دوالي الخصية باستخدام القسطرة تتم بادخال قسطرة فى الوريد الفخذي عن طريق شق جراحي صغير الي أن تصل الي منطقة الدوالي، ثم تتم عملية حقن الأوردة المتضررة بصبغة ليتمكن الطبيب من مشاهدتها بمساعدة الأشعة التداخلية وبعد ذلك يتم حقن الأوردة المصابة بجسيمات أو مواد تعمل علي اغلاقها ومنع تدفق الدم اليها. وبالتالي وبغض النظر عن كفاءة هذا الاجراء ومكان الشق الجراحي الذي لا يتجاوز 2 سم سواء كان في منطقة العانة أو في الفخذ، فان علاج دوالى الخصية الذي يتم الترويج له بصورة كبيرة علي شبكة الانترنت علي أنه “علاج دوالي الخصية بدون جراحة” ماهو الا علاج جراحي اخر لدوالي الخصية باستخدام الأشعة التداخلية والقسطرة التي يتم ادخالها عن طريق الوريد الفخذي.