
خطوات جراحة زرع دعامة القضيب تختلف حسب التقنية الجراحية المستخدمة. وقد ناقشنا في مقال سابق أهمية مكافحة العدوي لخطورتها الشديدة علي نتائج العملية، و دور تقنية عدم اللمس لزراعة دعامات القضيب في تقليل فرص الاصابة بالعدوي بعد العملية لأقل من 2%. و الأن نوضح بشئ من التفصيل خطوات عملية زرع دعامة القضيب بتقنية عدم اللمس.
أهمية أجراء عملية زرع دعامة القضيب بتقنية عدم اللمس
الاصابة بالعدوي اثناء جراحة زرع دعامة القضيب له نتائج كارثية. فعند حدوث اصابة بالعدوي، تصبح العلامات والأعراض السريرية للعدوى ملحوظة بين الأسبوع الثاني الي السادس بعد الجراحة، و بالتالي سوف يحتاج الطبيب إلى إزالتة الدعامة بأكملها أو محاولة إجراء عملية إنقاذ ما يمكن إنقاذه. مثل استبدال الدعامة المصابة بدعامة اخري جديدة، مع اعطاء المضادات الحيوية بالطبع عن طريق الفم أو عن طريق الحقن الوريدي. و تكون معدلات فشل إجراء الإنقاذ عالية جدا (20٪) و في حالة الفشل ربما يتطلب الأمر اجراء عملية ثالثة لإزالة الجهاز من دون استبداله هذه المرة. مما يترك القضيب بدون اسطوانات، و يؤدي الي تقلص حجم وطول ومقاس القضيب و أحيانا يدمر قدرة القضيب علي الانتصاب بشكل دائم. وبالإضافة إلى ذلك ستكون جميع العمليات الجراحية اللاحقة صعبة للغاية.
تم الاعلان عن تقنية عدم اللمس الجراحية (NTT) أو No-Touch Technique في عام 2005م. و تسمح هذه التقنية المتطورة للجراح بادخال دعامة القضيب في المريض دون لمس الجلد للحد من حالات الإصابة بالعدوي. وقد تم تطوير هذه التقنية بناءا على الاعتقاد بأن القضاء على أي اتصال بين سطح الدعامة والجلد، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الأدوات الجراحية أو القفازات، يحد من حدوث التلوث المسؤول عن الإصابة بالعدوي.
وقد أدت عدة تطورات وملاحظات في مجال الجراحة للحاجة إلى تطوير تقنية عدم اللمس الجراحية (NTT) أو No-Touch Technique لجراحة زرع دعامة القضيب.
أولا: كشفت الدراسات أنه بغض النظر عن مدى تنظيف و تهيأة جلد المريض قبل الجراحة، تظل البكتيريا موجودة على الجلد بأعداد كبيرة جدا. فقط يحدث انخفاض في عدد مستعمرات البكتريا حتى عند استخدام أفضل مطهرات الجلد مثل الكحول.
ثانيا: توافرت كمية هائلة من البيانات التي توثق أن الاصابة بالعدوى بعد العملية تحدث بسبب التلوث أثناء الجراحة بنوع من البكتيريا التي تكون موجودة على جلد المريض. وأدى ذلك إلى تطوير دعامات مغلفة بالمضادات الحيوية مما أدي الي انخفاض ملحوظ في معدلات الإصابة بالعدوي إلى أقل من 2٪. و في حين كانت هذه نتيجة مرحب بها كثيرا الا أنها أكدت على فرضية حدوث التلوث بالبكتيريا بعد العملية عن طريق إدخال البكتيريا الموجودة علي جلد المريض الي داخل الجسم أثناء الجراحة.
لذا كان من المنطقي التفكير في وسيلة لمنع التلوث عن طريق منع إدخال البكتيريا في المقام الأول بدلا من تركيز كل الجهود على قتل البكتيريا التي لوثت بالفعل عملية الزرع والتي يجري إدخالها في جسم المريض.
و تعتمد تقنية عدم اللمس الجراحية (NTT) أو No-Touch Technique في جراحة زرع دعامة القضيب علي عزل الشق الجراحي الطولي (الذي يتم من خلاله ادخال الدعامة الي جسم المريض) عن باقي اجزاء جسم المريض بحيث لا تكون هناك أي فرصة للمس أي اجزاء اخري من جلد المريض. و يتم ذلك عن طريق استخدام عدة طبقات من البدلة الجراحية المعقمة و التي تسمح للطبيب أن يقوم بعملية الزرع في منطقة محددة جدا و بعيدة عن أي مصدر للعدوي خصوصا باقي اجزاء جلد المريض، و ذلك بعد اعطاء المريض المضادات الحيوية قبل العملية الجراحية بساعة و تحضيرة جيدا بتنظيف القضيب و المنطقة حول القضيب بالمطهرات.
خطوات جراحة زرع دعامة القضيب بتقنية عدم اللمس
تتمثل خطوات جراحة زرع دعامة القضيب بتقنية عدم اللمس من خمس مراحل أساسية كالاتي:
التحضير قبل العملية
للحد من خطر العدوى، يتم منح المريض المضادات الحيوية قبل البدء في إجراء العملية الجراحية بساعة كاجراء وقائي ضد البكتيريا. و بعد حلق شعر العانة، يتم تنفيذ عملية غسل بالمطهرات الجراحية لمدة 5 دقائق.
ثم يتم عزل القضيب و المنطقة الصغيرة التي يتم احداث الشق الجراحي بها عن طريق بدلة جراحية مكونة من عدة طبقات من الستائر المعقمة، تسمح بمرور القضيب وكيس الصفن من خلال فتحة صغيرة. هذا الاجراء يعزل القضيب، ويحمي باقي اجزاء الجسم و المنطقة التي يتم اجراء الجراحة عليها من وبر الستائر المجاورة (والتي يمكن أن تكون بمثابة مصدر للعدوى)، وكذلك يمنع السوائل من المرور من خلال الستائر.
و يتم إدخال قسطرة لتأمين مجرى البول.
أثناء جراحة زرع دعامة القضيب
يتم فتح شق جراحي طولي أعلي كيس الصفن بمتوسط 1 بوصة. مما يوفر سهولة الوصول الي القضيب و يتيح وضع ممتاز للاسطوانات والمضخة والخزان (مكونات الدعامة). و يقلل التورم بعد جراحة زرع دعامة القضيب وعندما يتم إغلاقه يشفى بدون تندب، وبالتالي إعطاء نتيجة تجميلية أفضل من احداث شق عرضي بالصفن أو شق تحت العانة.
مرحلة زرع الدعامة
عند هذه النقطة، يتم توظيف مبادئ “عدم اللمس”. و يتم ايقاف استخدام جميع الأدوات الجراحية المستخدمة حتى الآن. حيث تعتبر ملوثة و يتم التخلص منها. و يتم تغيير جميع القفازات الجراحية التي لامست جلد المريض. وتستخدم طبقات جديدة من الستائر المعقمة، و ذلك قبل زرع الدعامة مباشرة داخل جسم المريض بدون تلامس مع أي جسم اخر خصوصا جلد المريض.
ثم يتم اكمال زرع مكونات الدعامة مع باقي الخطوات المعتادة، بما في ذلك شق و توسيع الحجيرات الكهفية. قياس حجم و نسب الاسطوانات. ووضع المضخة في كيس الصفن والخزان في التجويف خلف العانة، كل ذلك من خلال نوافذ صغيرة دون الاتصال المباشر مع الجلد.
انهاء العملية و غلق الجرح
لانهاء جراحة زرع دعامة القضيب يتم إغلاق الجرح في اجراء يستغرق وقتا أطول و يستلزم مهارة عالية لتوافر فرص التسبب في إصابة جسم الدعامة بالإبرة. كما يتم استخدام المصارف لمنع تشكل الورم الدموي بالصفن. أي نزيف قد يؤدي إلى ورم دموي صفني كبير، والذي إذا لم يسحب عن طريق المصارف، سوف يسيل وربما يوفر بيئة رائعة لنمو البكتيريا، وبالتالي تحدث الاصابة بالعدوى.
يتم إغلاق جميع الأنابيب ثم تغطيتها بطبقة من رباط باك، تتم إزالة الستارة، وتغلق الأنسجة تحت الجلد والبشرة. باستخدام خيوط رفيعة سريعة الإمتصاص لمنح الفرصة للمريض للاستفادة من الحمامات الحارة، اعتبارا من اليوم التالي للجراحة. وهذا يساعد على إعادة امتصاص أي تورم وأيضا الحفاظ على كيس الصفن نظيف.
بعد الانتهاء من الإغلاق يتم تنشيط المضخة وإبطال مفعولها عدة مرات. في كل مرة، يتم فحص القضيب، حجم الاسطوانة والانتصاب مع التقييم والتأكد من سلامة الاسطوانات.
يتم إزالة القسطرة بعد العملية ببضع ساعات قبل مغادرة المستشفى و تزول الغرز تماماً بعد 14 يوما.
رعاية ما بعد الجراحة
رعاية ما بعد جراحة زرع دعامة القضيب دقيقة ومهمة للحصول على نتائج جيدة. و ينصح المريض بالراحة قدر الإمكان لأول 3 أيام بعد الجراحة. و يجب الحذر من الجلوس على كيس الصفن خلال الأيام الأولى لتجنب دفع المضخة لأعلى. و لابد من مواصلة إرشاد المريض للحفاظ على القضيب، و منطقة السرة جافة و نظيفة.
وبمجرد أن يكون المريض قادرا على تضخيم و افراغ الدعامة، نطلب منه أن يفعل ذلك كل يوم او كل يومين خلال الحمامات الدافئة، حتى يشعر بالراحة تماما مع هذه العملية، و لا يكون هناك أي انزعاج في القضيب. و نقترح القيام بما لا يقل عن زيارة تعليمية واحدة بعد الجراحة، ولكن بعض المرضى يحتاجون الي ما يصل إلى 3 مرات قبل أن يشعروا بالراحة تماما مع الدعامة.